مراجعة- F1 2013

عند بدأ موسم الفورميللا واحد بكامل بريقها وتبدأ الأفلام بالظهور في السينما، تعود سلسلة F1 والتي تطور من قبل Codemasters بالظهور للواجهة مجدداً، إلا أنها و في هذه المرة قامت بجلب بعض الأصدقاء معها.

لا يوجد هناك العديد من ألعاب الفيديو و التي ستجعلك تشعر بأن اللعبة مليئة بالكثير من المحتوى والأنظمة. لعبتي Halo: Reach و FIFA 14 هما أول لعبتين خطرتا لي عند التفكير بألعاب تقدم العديد من الطرق لتستطيع أن تلعب لعبة لا تعرف كيف ستبدأ بها. FIFA على وجه التحديد تصعقني بعمقها و الفحوى الذي تقدمه: بدءاً من ناديك للاعبين المتعددين لاستبدال اللاعبين أو كرة القدم الفانتازية، ستجد أنك تكتشف الأنظمة الجديدة في لعبة الـFIFA حتى بعد أشهر من إطلاقها الرسمي. إلا أنه منذ ثلاث أعوام، عندما بدأت Codemasters بإطلاق لعبة F1، كان بإمكانك أن تقول العكس تماماً، فاللعبة الأساسية موجودة، و كانت لعبة مميزة في ذلك الوقت، و لكنها كانت بخيلة بما قدمته فلم تقدم الكثير من المهنة أو المواسم أو اللاعب المنفرد و بعض أساسيات اللاعبين المتعددين. فهي كانت كأنها قطعة ستيك قدم معها قطعتان من الخضار، و لكن لم يقدم أي نوع من المقبلات أو الأطباق الإضافية. 

ما هو الفارق الذي قدمته ثلاث سنوات. للمرة الأولى، لعبة الـF1 يبدو أنها دخلت قائمة ألعاب الرياضات المميزة. ليست فقط لعبة، و لكن يمكن لها أن ترضي أذواق اللاعبين الجديين كما يمكنها أن ترضي اللاعبين العاديين و الذين سيلعبون اللعبة مدة ساعة أو أكبر خلال أسبوع. نظام المهنة و اللعبة الأساسية عميقة للغاية، كما يوجد هناك أنظمة ستالايتات والتي يمكنهكم متابعتها و تجربتها خلال مواسم اللعبة القصيرة. من الجلي أن Codemasters قامت ببناء اللعبة و إرساء قواعدها مع كل إصدار- ففي العام المنصرم تم إضافة الـ" البطولة التعاونية" و "التحدي الموسمي" و العام الذي يسبقه "Proving Grounds". كما أنهم قاموا بالعمل على إعادة بناء و تقديم اللعبة بناءاً على التجارب و آراء الهواة، و و تحويل الخاصيات كنظام البطولة الذي قدم في العام 2012 لنظام "الأحداث"  هذه المرة.

إلا أنه وبدون أدنى شك، فإن النظام المتقدم بمحتوى العام الحالي، هو نظام الـF1 الكلاسيكي. إنها طعم شهي، قامت Codemasters باستخدامه طوال العام الحالي وذلك لكي تغري الجماهير به طوال العام، والذي يوفر لك فرصة قيادة السيارات بدءاً من bygone ears على المضامير (السيارات التي أصبحت في عداد التاريخ). أما سيارات الفانتازيا كـNiki Lauda 1976 Ferrari في Brands Hatch أو سيارة Nigel Mansell's Williams FW14B حول مضمار Imola لم تعد أمراً مستحيلاً بل العكس يمكنكم الاستمتاع لأقصى حد، حصلت Codies على الكثير من الانتباه عندما يتعلق الأمر بالسيارات الكلاسيكية كما حظيت بها سيارات الـF1 في كل عام، و التي قدمت محاكاة حقيقية و أصواتاً تقارب العالم الحقيقي. فالتفاصيل الدقيقة كصوت سيارة التيربو لسيارات الـF1 في الثمانينات، أو الشرار المتطاير من الخلف كل هذا سيقدم خبرة لا مثيل لها. ومن هذا المنظور، سيارات الـF1 الكلاسيكية ستقدم الـ12 سيلندر.

أما الأمر الذي فشلت به Codies بعض الشيء فهو قلة عدد السيارات التي تمكنت من ترخيصها، و عدد المضامير التي يمكنك أن تقود السيارة عليها. فلا يوجد إلا ثلاث شركات مصنعة موجودة في هذا النظام Ferrari و Williams و Lotus) كما أن عدد سائقي السيارات الكلاسيكسة محدودون، كما أن أماكن وجودهم غريبة. إحدى هذه اللحظات التذكارية تتمثل بوجود دايفيد كوتلاند من فريق 'Team Legend' بفريق ويليامز العام 1992، و الذي يبدو قوياً بعض الشيء وذلك أنه لم يجرب قيادة السيارة لهم حتى الموسم الذي تلاه و اشترك معهم بسباق السيارات خلال العام 2004. يبدو أن Codies لم تتمكن من استخدام القائد الثاني في الفريق الأصلي ريكاردو باتريس و ذلك بسبب بعض مشاكل الترخيص و عدم وجود الميزانية الكافية. لكنها بالفعل أعجوبة أنهم تمكنوا من تطوير كل هذا منذ البداية- وذلك أن ملاحقة ومتابعة الشرقات التي دعمت فرق السباق قبل عقدين من الزمن كانت مهمة صعبة للغاية.

حتى بعد كل هذا، يبدو أنها غير مهمة. ف"سيناريوهات" السباق يبدو أنها قد خلقت من لا شيء. السيارات تتسابق عبر عقود مختلفة و تمشي على المضامير جنباً إلى جنب، فسيارة Williams موديل العام 1992 تتسابق مع سيارة Ferrari موديل العام 1999 و الهدف واضح، عليك أن تنهي قبل سيارة الفيراري. لربما يبدو هذا تفاؤلاً بعض الشيء، إلا أننا كنا نرغب بإيجاد سيناريوهات تاريخية حقيقية تبنى على السباقات الكلاسيكية: كسينا الذي يوقف مانسيل  في سباق موناكو للسيارات والذي أقيم في العام 1992، أو شوماخر ضد فيلنيفو في جيريز في العام 1997 على سبيل المثال. وذلك أنه يوجد سائقوا سيارات متمرسون  كما مباريات التنس حيث تغلب مكانرو على سامبرس في المباريات الاستعراضية التي تقام في هذه الأيام. يبدو كل هذا رائعاً على الورق إلا أنه في الحقيقة لا معنى له. كما أن موراي والكر هو الذي قام بتأدية الصوت مما أعطى بعداً كلاسيكياً للعبة، ويبدو أن هناك نية للتوسع لتصبح أكثر أصلية وواقعية إن كان أداؤها جيداً في هذا العام. أما لاعبوا الـF1 المتمرسون سيستمعون بهذا النظام لساعات قليلة، و لكنهم سيستمتعون باللعبة أكثر في العام المقبل عندما تطرح اللعبة للجيل الجديد من المنصات. 

على الرغم من كل هذا يبدو أن لعبة الـF1 2013 قامت باتخاذ جميع الخطوات المناسبة التي نتوقعها بالنسبة لسلسلة تطرح سنوياً: سائقوا السيارات و الفرق و السيارات تم تحديثها بشكل كامل، تم تعديل جميع المشاكل و التغيير من اللعبة، واجهة المستخدم تم تغييرها لتصبح أفضل و أوقات التحميل قد أصبح أقل من ذي قبل. قبل ثلاث أعوام كان عليك الانتظار لوقت طويل جداً للتمكن من تحميل اللعبة، إلا أن تصميم اللعبة الحالي أصبح يلائم لعبة من ألعاب النخبة. لا تبدو فقط على أنها لعبة رائدة بل هي فعلاً كذلك. 

لا يهم كم هو مثير للإعجاب المنتج النهائي، فهناك على الدوام مجال للتحسين. فالذكاء الاصطناعي يبدو أفضل و أذكى وأسرع و أكثر تحدياً بأي لعبة سباق سيارات، و لكنه غريب من وقت لآخر- وهناك أحيان تعتقد أن اللعبة أذكى مما هو مطلوب، اللعبة مجنونة و تجعلنا بحيرة كبيرة، و كأننا نحمل كيساً مليئاً بنقود من فئة الخمسين دولاراً و نطلب أن تكون موجودة داخل الحقيبة. و عندما يتعلق الأمر بالأساسيات. أما نظام القيادة فهو رائع للغاية، فيمكنك أن تشعر أنك تقود سيارة 800bhp F1. كما يمكنك أن تقود السيارة باستخدام المحرك اليدوي، و هو تحدٍ كبير للغاية أن تتكطم من التحكم باسيارة و أن تسيطر عليها على الالتفافات الضيقة-  كما عليك التحكم بالسيارة و أن تكون واعياً عند الضغط على المكبح، فهناك أهمية كبيرة للالتفاف و أن تتأكد من إطاراتك تتحمل، وأن تحاول أن تفتح بعض الألعاب الصغيرة داخل اللعبة.

من الصعب أن تجد لعبة سباق سيارات تعطيك إحساساً بالمحاكاة الحقيقة للسيارة و أن تكون اللعبة متوفرة لك على الدوام بهذه الجودة- و ربما أيضاً في المرة الأولى يبدو أنها لعبة واسعة و كبيرة الأبعاد و بوجد بها الكثير من الأنظمة و التي تجعل أكثر اللاعبين تحمساً يشعرون بالسعادة. إلا أن انتقادنا أن اللعبة واسعة جداً و بها الكثير من التفاصيل. طالما يواصل الناس بشراءها و أن يبقى تحسنها دائماً، لن يمضي وقت طويل قبل أن تتمكن Codemasters من تلبية احتياجاتها بشكل كامل. إنها أفضل لعبة F1 تم تطويرها للآن، و بشكل ملحوظ، لنأمل أن تبقى رائعة لسنوات و سنوات.