مراجعة Sniper Elite III

لقد كنت دوماً من محبي ألعاب القنص، و هناك لعبتان تعود لناشران مختلفان مصممتان خصيصاً لمطلق النار الشخص الأول، و هما Sniper Elite و Sniper: Ghost Warrior. إن المعركة التي تدور بين ألعاب القنص من منظور الشخص توازي بأهميتها المعركة السنوية بين لعبتي الـFIFA والـPES.

هذه ثالث لعبة من Rebellion و هي الأفضل. وذلك أن Rebellion لم تستمع لأراء اللاعبين من ناحية المستويات فحسب، سأطلعكم على المزيد لاحقاٌ، بل أن اللعب التعاوني قد تم إدخاله و هي تقدّم الكثير من اللعب التعاوني. اللعبة التي تم تقديمها سابقاً V2، كانت أحداثها تجري في ألمانيا، كانت اللعبة تعتمد على الممرات الضيقة و لكك يطلق اللعب التعاوني إلا بعد مرور أشهر طويلة. وهناك الآن خيار لبدأ حملة مع واحد من أصدقاءك من البداية، الأمر الذي يغير كثيراً من مجريات اللعبة.

أضف إلى هذا المستويات المفتوحة للعبة العالم المفتوح و ستكون قد حصلت على لعبة مميزة بالفعل. كما أن الأحداث تجري في أفريقيا، و هي بطبيعة الحال منطقية مليئة بالألوان ومعمة بالحياة على عكس المدن الأوروبية التي تلفها الكآبة و اللون الرمادي بسبب وجود الغيوم الدائم. هناك مستويات أكبر و عدّة طرق تمكنك من تحقيق هدفك وأنت تلعب اللعبة المثيرة ذاتها، و لقد عدت و لعبت اللعبة أكثر من ثلاث مرات، كل مرة بطريقة مختلفة. اللعبة لا تعتمد على القنص لكي تربح، بل عليك أن تكون ذكياً وأنت تستخدم بعض الأدوات لكي لا يتم اكتشافك، و أنت تستخدم البيئة المحيطة بذكاء لتختفي. حاول أن تقوم بإضرام النار  لكتي تجذب انتباه دوريات المراقبة و من ثم تقضي عليهم باستخدام مسدس كاتم الصوت الخاص بك. أو أن تقوم بالتسلل بهدوء و تقتقل أعداءك، و تقوم بتفخيخ جسده بلغم لينفجر عندما يشاهده زملاؤه و يقتلون. ليس هذا فقط، بل سيعطيك وقتاً لتتمكن من الهروب من ساحة الجريمة. سيتشتت انتباه أعداءك بسبب الانفجار مما سيمكنك من التفوق عليهم و أن تختبئ بمكان جيد. و عليك أن لا تنسى أنه بإمكانك إطلاق النار على البراميل الحمراء (أي براميل المتفجرات في أي لعبة) وذلك لتشتيت انتباههم و خلق المزيد من الضجيج عندما تطلق النار على الأهداف البعيدة. وبالحديث عن الضجيج، سيكون هناك مكانان في اللعبة حيث ستتمكن من تدمير مولدات الكهرباء من أجل إخاء صوت إطلاق النار. كما يمكنك استغلال مرور الطائرات من الأعلى لتتمكن من إطلاق النار على أهدافك دون أن يتم اكتشافك. و لكن هذا لا يعني أنه في حال أطلقت النار على جندي نازي أمام زميله، أن زميله لن يلاحظ. لذا عليك أن تتأكد من أنك تطلق النار على الشخص المناسب.

و لا أؤمن بالمقولة التي تشير أن الذكاء الاصطناعي غبي. صحيح أنه ليس فعالاً كثيراً في المستويات السهلة و لكن إن رفعت من مستوى الصعوبة فهم سيشكلون عائقاً، مما سيجعلهم بلا شفقة و سيتمكنون من تحديد مكانك بسرعة أكبر. هم أذكياء و مخيفون جداً.

ولكنها كأي لعبة قنص، يتعين على اللاعب إيجاد مكان جيد ليخيّم به و أن يراقب العدو و تحركاته. لا يمكنك أن تشترك بعملية إطلاق نار عشوائية. وإن فعللت ذلك فستموت. هناك بالعادة قناصان أو ثلاثة يختبئان في كل مرحلة و ملاحقة أعداءك يمكنك من التخلص منهم. لا يوجد هناك أي شيء مرضٍ   كالتخلص من عدوك بحركة تم التخطيط لها، سواء أطلقت النار على رأسه أو جسمه أو حتى بيضاته. وستحصل على نقاط خبرة، أو المال لتذهب لمستوى أعلى و كلما كنت دقيقاً أكثر و لم يصدر منك صوتاً عالياً كلما حصلت على نقاط أكثر. و تأكد من أنك تحتمي بشكل جيد، عليك أن تنصب أسلاكاً و أفخاخاً خلفك لكي لا تقع بأي كمين. أي مراجعة تدعي أنه لا يوجد الكثير من عمليات القنص يدل على أن اللاعب لم يلعب باللعبة جيداً. يمكنك أن تنجح بكل مستوى (لقد فعلتها) من دون أن تعرض نفسك للطر أو أن يراك أحد. يمكنك أن تلعب مستوىً كاملاُ و أن تقتل أعداءك بصمت من دون أن تلفت انتباه دورية المراقبة أو أي جندي. أو كالقناص المميز، ستتخلص فقط من الأهداف التي يتوجب عليك التخلص منها. هذا بالطبع أكثر صعوبة، و لكن يمكنك أن تنفذه على أي حال. عليك أن تنتبه للقناصين الموجودين على الهضاب أو المباني القريبة، و لكن يمكنك التخلص منهم.

بالطبع هذا لا يعني أن اللعبة خالية من الأخطاء. بل هي مليئة بها. هذه اللعبة أفضل من سابقتها بكثير، و لكنك سترى أعداءاك و هم تنتابهم نوبات غريبة على الرغم من أنك قتلتهم من مشافة قريبة. و سترى أنهم يحومون في المنطقة. أحد الذين قتلتهم علق في الدرج. أطلقت النار حوله لأرى إن كان سيتحرك و رميت عليه حجراُ و أطلقت النار عليه و وضعت أصبع ديناميت فيه و لكنه لم يتحرك. لذا مشيت نحوه و أطلقت النار على بيضاته. ثم قررت أن أمشي و أنا أردد أغنية Cool Guys Don’t Look at Explosions في رأسي.

ولكنها ليست هذه فقط، فتشعر أن اللعبة تعاني من فقدان الذاكرة، عندما تكون مختبئاً بشكل جيد، و ستجد نفسك مكشوفاً على الرغم من أنك اتخذت غطاءاً.

كما أن هناك مشكلة المركبات، لا يوجد الكثير منها، لحسن الحظ، و إن كنت ذكيّاً يمكنك أن تتخلص منهم باستخدام الألغام أو المتفجرات الأخرى. موفراً على نفسك الكثير من الحنق و أن تقتل باستخدام البندقية (والتي ستعرضك للانكشاف في خال استخدمت المنظار(. و لكي نكون واقعيين، فإن استخدام البندقية أمر صعب، ما عليك إلا إطلاق عيارين. 

كما أن هناك مشكلة أخرى بالإنجازات لم يكن علي أن أقوم بالـprop و ذلك أن اللعبة تواجه مشكلة كبيرة بهذ المرحلة. كما عليك أن تتأكد من أنك تحفظ اللعبة باستمرار لحفظ الداتا. و تحتاج لوقت طويل لكي تعمل التزامن. كان علي أن أطفئ الـXbox أربع مرات و أن أعيد اللعبة من أولها.

وعلى الرغم من هذه المشاكل، فإن اللعبة مسلية للغاية، في حال كنت تعلم كيف عليك أن تلعبها. عليك أن تلعب هذه اللعبة و أنت مختبأ و أن تراقب عدوك و أن تخطط لكل حركة تقوم بها. ستجد بعض المهمات قد أعيدت و لكن اللعبة ليست مملة أو رتيبة.

لنكن واضحين، إن القصة سيئة للغاية و لا يوجد لدي أي تعاطف مع البطل على الإطلاق. بالحقيقة لا زلت لا أعلم كيف انتهى المطاف برجل أمريكي ليعمل مع المخابرات البريطانبة. و لا أعلم أيضاً كيف وصل إلى أفريقيا. و هو غبي على الأقل بلعبة كنت تشعر بأهمية الحدث.

مع ذلك لا يمكنك إلا أن تحب اللعبة. إنها لعبة كبيرة، هناك الكثير من الأمور التي يتعين عليك اكتشفها. يمكنك أن تستخدم السلاح الذي تريد و أن تستخدم قطع الفيار التي ترغب بها. علماً بأن سعرهم نفس سعر المسدس. و تختلف طريقة عمل كل مسدس عن الأخرى، و عملية اختيار السلاح قبل اللعبة لهو أمر مسل للغاية.

لا يوجد هناك المزيد لأتحدث عنه. إن اللعبة بها أخطاء و لكن ليس كما يدعي الآخرون. إعط اللعبة فرصة مناسبة، كن صبوراً لاحظ و نفذ و غير موقعك ستكون على ما يرام. استخدم بيئتك و الأدوات و حاول أن تختفي و أن تدب الرعب بقلب أعداءك. ألعب هكذا و سأضمن لك أن تمضي وقتاً ممتعاً.