مراجعة Mass Effect 3

سنبدأ هذه المراجعة بالإشارة إلى أنه في حال لم تلعب ألعاب Mass Effect الأخرى فلن يكون هنالك أي مغزى من لعبك Mass Effect 3. مع أن شركة BioWare ادعت أن هذه اللعبة هي دخول ممتاز للعبة الشيء الذي كان  يدعوك للتعجب دائما و لكن اللعبة ليست كذلك أبداً. حالما تبدأ باللعب تتفاجأ بشخصيات و اعدادات لا تعرفها و لا تشعر أنك تهتم بمعرفتها الشيء الذي يجعل تجربة اللعب ناشفة. 

باختصار: ان كنت فعلا تريد أن يكون Garrus أخاً لك و ان كنت فعلا تريد أن تعرف ماخلف قناع Tali و ان كنت فعلا تتعجب ماذا حدث لعين الرئيس Bartlet وقتها فعلا عليك اللعب. اذا انطلق للعب و من ثم تستطيع جلب شخصياتك إلى Mass Effect 3. 

تقوم Mass Effect 3 بشيء صحيح نوعا ما, و لكن تقوم اللعبة أيضا بشيئين رائعين. للمبتدأين, ان كنت قمت بجلب شخصيات كانت موجودة في اللعبتين الأولى و الثانية فستكون تجربة اللعبة كلها بدون مبالغة أكثر الألعاب تماسك و ترابط. القرارات التي قمت بها في اللعبة الأولى ستعود لتطاردك, و الشخصيات التي تركتها حية ستعود أيضا. هذا هو عالمك الفضائي بالطريقة التي انت صنعتها. ربما تبدو خادعة و لكن خلفها الكثير.

 الشيء الثاني الذي تقوم به اللعبة بشكل جيد هو أقواس الشخصيات. بعض الشخصيات الجديدة مصنوعة بشكل جيد تحوي قصص تعود لتاريخ كل شخصية. و سيكون لك الفرصة لتمضي وقت مع كلن منها. بعض من هذه المشاهد تكون فكاهية, بعضها مؤثرة و بعضها الآخر مكتوب بشكل جيد تذكرك بالعلاقة الوثيقة التي بنيتها مع هذه الشخصيات في العبتين الماضيتين.

 ربما توقعت Mass Effect 3 أن تقوم ب"نهاية السلسلة" و لكن الحقيقة هي العكس. طبعا ربما أصبحت تعرف الآن المشكلة التي ظهرت حول نهاية اللعبة  و التي أود الحديث عنها أكثر و لكنها تحتاج مراجعة أطول من هذه, و لكنه من العدل القول أنها مخيبة للأمل. تأتي خيبة الأمل من ال15 دقيقة الأخيرة من اللعبة, مع ذلك هنالك الكثيرين يحبون النهاية. 

اذا وضعا كل هذا جانباً نجد أن نهاية اللعبة بشكل عام يجمع كل شيء منذ اللعبة الأولى حيث تقوم اللعبة على العمل جاهداً لإعطائك خيارات  لها معنى بالإضافة لأشياء قمت ببنائها جانبا, تجد أن قراراتك ستغير مسار عالم الفضاء.

 المشكلة الوحيدة بهذه القرارات هي الخيارات "الجيدة" التي عادة ماتكون واضحة نوعا ما و خالية من العواقب السلبية. ربما تحاول الشخصيات الضعط عليك لتجعلك تأخد طريق آخر أو تحذيرك من مشاكل ربما تظهر و لكن ستظهر هذه المشاكل و تختفي.  طبعا أنا لا أريد الشخصيات أن تموت بالضبط و لكن اذا قضيت خمسة دقائق افكر في الخيارات التي لدي قبل التضحية بإحدى شركائي فإني سأجد أن ابقائي لأحد الشخصيات سيجعل من قراري فارغ جدا. و لكن لا يزال هنالك الكثير من القرارات التي تمزق القلب يجب القيام بها و الكثير من الفرص لتفوتها.

 اللعبة الأصلية تأتي من Mass Effect 2 حيث ينقسم الأكشن بين مهمات قتالية (و التي تقوم على شكل مقاتل من Mass Effect 2) و تجوال في القلعة و التي هي أساس اللعبة. تستطيع القيام بمغامرة في الفضاء, وتفحص كواكب و تنقيبات جانبية و التي أغلبها إما بسيطة أو صعبة أو تنتمي لشخص آخر. هذا الإنقسام الواضح بين القتال و كل شيء آخر يجعل من اللعبة تبدو منقسمة إلى أجزاء و بالرغم من أن تيار اللعبة لا يبدو ذات حركة سهلة فإن الأكشن الأصلي باللعبة ممتع جداً. 

هناك بعض التحسينات على طريقة القتال مختلفة عن Mass Effect 2. الارتقاء بالشخصيات التي تملكها يرتفع أكثر ليعطيك خيارات أكثر بالإضافة إى شجرة المهارات التي تعطيك مجموعة من الفروع لتختار منها. هنالك أيضا تحسينات على الأعداء, كلن من القوات الثلاثة التي ستواجهها ستكون مختلفة و متعددة بالإضافة إلى عدو كبير و شرير يمكن أن يسبب لك بعض المتاعب.

و لكن الأساسيات القتالية هي ذاتها الموجودة في Mass Effect 2 لذلك سيكون لديك فكرة جيدة اللعبة. ان كان الShepard الخاص بك هو جندي فإنه سيكون رام من الأعلى أما اذا كان Vanguard فإن اللعبة ستكون قتالية تشبه لعبة القتال الخاصة بالكرة و الدبابيس. اذا اصبحت Infiltrator فإنه لايزال لديك قدرات تسللية و بعض بنادق القنص إلخ.. احضار الShepard  الخاص بك يعطيك الخيار بالتحرك بين المستويات, و لكن ان كنت غير سعيد بطريقة عمل القتال في Mass Effect 2 فستستطيع دائما محاولة شيء آخر بينما تستمر في القصة نفسها.  

 المشكلة في الترفيع من Mass Effect 2 هي أن اللعبة لا تعطيك احساس باللعب في الفضاء خارج نطاق الحوار. المشكلة التي كانت في Mass Effect 1 هي أنها كانت تعطي احساس بوجودك بالفضاء حيث يحدث الكثير. كان هنالك العديد من الكواكب لاكتشافها و الكثير من المحاور للتنقيب عنها مع وجود العديد من الأعداء حتى و لو أن بعضهم كان بسيطاً. قلصت Mass Effect 2 الأشياء لتصبح محاور تنقيب صغيرة, قللت أيضا نوعية الأعداء و لكن ركزت أكثر على جعلهم منفردين. و بشكل عام قامت بجعل الأشياء تشعر كأنها شخصية أكثر جيدا لأن الفكرة الأساسية من اللعبة هي بناء مجموعة صغيرة حميمية. 

Mass Effect 3 تأخذ الاشارة من اللعبة الثانية, و تسترجع التركيز الأصغر و الأضيق. هذه لا بأس به في اللعبة و لكنها تعطي بعض المشاكل عندما تركز العبة كلها على عالم فضائي تحت الأزمات في حرب بقاء. طبعا خارج القصة لا يوجد هنالك أي شعور بالخطر و من الغريب أنه لن يشعر أن لاعب بأي شيء به في معظم الأحيان.

 حالما تنتهي من قصة الاعب الواحد ستجد نفسك لم تنتهي بعد لأنه لا يزال هنالك خاصية تعدد الاعبين التي لم تقم بها بعد.هي لعبة تعاونية بين أربعة لاعبين. تأتي تحت شكل Horde و التي عليك خلالها البقاء على قيد الحياة و مواجهة 11 موجة من الأعداء بالإضافة إلى "مهمات" تأتي مع كل موجة. ربما عليك أخذ و الإمساك بمكان معين أو قتل نوع معين من الأعداء خلال وقت محدود, مما يبقي الأشياء ممتعة بعض الشيء.

خلال اللعب تحصل على نقاط و قيم نقدية تستطيع شراء أسلحة متنوعة بها, و الترقية. تجعلك تدمن اللعب كالجهاز الرقمي. ربما تحصل على بعض الأشياء العديمة الفائدة أحيانا أو في أحيانا أخرى لربما تحصل على معدات رائعة مثل بندقية و صنف جديد للشخصيات. هنالك أيضا عطل نهاية الاسبوع تستطيع ان تحصل على نقاط من خلالها, تعرض مكافآت بعد كل انتهاء من أهداف فريدة  والتي ستضمن عدد سكان مرتفع وتعطي سبب للعودة لها بين الحين و الآخر.

قلت الكثير من "و لكن " و "المشكلة في" في هذه المراجعة و انا لست متأكدا ان كان هذا عادلا. Mass Effect 3  هي لعبة جيدة. القتال ممتع جدا و انا احب كتابة الميلودراما و الشخصيات. و لدينا جميعنا أفكارنا الخاصة التي توحي لنا كيف نريد أن نرى الأشياء. الكثير مننا سيخيب أمله و سيكون هنالك تذمر بشكل دائم تشعرك أنها ممكن أن تكون أحسن لو تم القيام بها بطريقة مختلفة.

لا شك أنه عليك لعب هذه اللعبة خاصة و ان لعبت اول نسختين من اللعبة, حتى لو لم تحب نهاية اللعبة فيجب عليك أن ترى كيف تتطور شخصياتك و كيف تنتهي الأشياء بالنسبة لهم و لترى تأثير قراراتك على المجرة و ايضا لتحل لغز القصة المخبأة منذ 2007. ان لم تلعب أول لعبتين من Mass Effect فعليك القيام بذلك. كسلسلة من ثلاثة أجزاء تعمل سوية و تذكر القرارات التي قمت أنت بها, هي لعبة لامثيل لها تأتي مع شخصيات محببة و حوار جيد و عالم جيد من الخيال العلمي.

باختصار هي سلسلة ممتازة. بعض خيبة الأمل الصغيرة في الجزء الأخيرة و لكنها لا تؤثر على تأثير الأجزاء القديمة.

اذا اشتريها, و العبها و استمتع بها و ربما اذرف بعض الدموع لأن السلسلة انتهت. فقط لا تتوقع أن تكون سعيدا بشكل كامل.